وخلافا لبعض الأبحاث السابقة، وجد العلماء في المملكة المتحدة أن شرب علبتين من المشروبات المحلاة صناعيا، لمدة عام، ليس له تأثير كبير على وزن الجسم.
وفقد المشاركون في مجموعة مشروبات الحمية ما متوسطه 7.5 كيلوغرام، بينما خسر أولئك الذين التزموا بالماء 6.1 كيلوغرام.
ومع ذلك، يحذر العلماء من أن هذه النتيجة لم تكن ذات دلالة إحصائية.
ودرس العلماء فقدان الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة والذين يتناولون المشروبات المحلاة منخفضة السعرات الحرارية، مقارنة بالأشخاص الذين يشربون الماء.
وجنّدوا 496 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما، بمتوسط مؤشر كتلة الجسم (BMI) يبلغ 31.
وأكمل 262 شخصا فقط الدراسة الكاملة التي استمرت لمدة عام، والتي مولتها جمعية المشروبات الأمريكية.
وشرب نصفهم حصتين على الأقل من الماء تبلغ سعتها 330 ملليلترا يوميا، بينما تناول النصف الآخر المشروبات المحلاة صناعيا.
ولم يقتصر الأمر على عدم وجود زيادة في الوزن في مجموعة مشروبات الحمية، بل أظهرت أيضا تحسنا في نسبة الكوليسترول الجيد (HDL)، والذي ثبت أنه يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وفقد أولئك الذين اتبعوا نظام الماء أكبر قدر من الوزن في الأسبوع 44، في حين أن أولئك الذين تناولوا المشروبات المحلاة فقدوا أكبر قدر من الوزن في الأسبوع 26.
وبدأت كلتا المجموعتين في استعادة الوزن بعد هذه النقطة، على الرغم من أن مجموعة المحليات اكتسبت الوزن مرة أخرى بشكل أبطأ من مجموعة الماء.
وتتعارض النتائج مع الأبحاث الحديثة التي تشير إلى أن المحليات الصناعية، مثل الأسبارتام، تؤدي إلى زيادة الوزن، فضلا عن عواقب صحية دائمة مثل مرض السكري والسرطان.
وفي عام 2017، حللت مراجعة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية 37 دراسة أجريت على أكثر من 400 ألف بالغ على مدى 10 سنوات.
وخلصوا إلى أن المحليات الصناعية لم تساعد الناس على إنقاص الوزن، واقترحوا أن أولئك الذين تناولوها بانتظام كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
كما ارتبطت المحليات بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، وجد بحث أجرته جامعة مينيسوتا عام 2023 أن التعرض طويل الأمد للمشروبات المحلاة صناعيا، لأكثر من 20 عاما، أدى إلى زيادة الدهون في الجسم.
ومع ذلك، فقد وجدت الدراسات السابقة أن العكس هو الصحيح.
وفي عام 2016، وجد تقرير نُشر في مجلة السمنة أن البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة فقدوا وزنا أكبر عند شرب المشروبات المحلاة صناعيا مقارنة بالمياه.
ويقال إن الاستنتاجات المختلفة بين الدراسات ترجع إلى عدد من العوامل. على سبيل المثال، من المعروف أن الدراسات التي تعتمد على تقديم المرضى وصفا صادقا للمشروبات التي تناولوها غير موثوقة، لأن المشاركين لا يتذكرون دائما بشكل صحيح.
ومن غير الواضح أيضا ما إذا كان الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للسمنة هم أكثر عرضة لشرب مشروبات الحمية، لأنهم يحاولون إنقاص الوزن.
وفي شهر مايو، أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) إرشادات تنص على أن استهلاك المحليات "لا يمنح أي فائدة طويلة المدى في تقليل الدهون في الجسم لدى البالغين أو الأطفال".
كما تعرضت المحليات الصناعية لانتقادات شديدة بسبب إعلان لجنة منظمة الصحة العالمية أن "الأسبارتام"، مادة مسرطنة محتملة، ما يعني أنها يمكن أن تسبب السرطان.
ومع ذلك، ذكرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أنها "لا توافق" على هذا التقييم.
نشرت النتائج في المجلة الدولية للسمنة.