شددت المرجعية الدينية العُليا، على التعايش السلمي ومنع التجاوز او احتقار الآخر.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف أن "الدين الاسلام الحنيف اكد على أهمية التعايش الاجتماعي الصحيح مع الاخرين بحسب وجه النظر الانسانية، وكل فرد ومجتمع بحاجة ضرورية الى التعايش مع الاخرين ولا يمكن له ان يحقق اهدافه الا من خلال ذلك".
وشدد "لابد ان ينظم هذا التعايش الاجتماعي وفق قواعد وأسس ويستجاب لها من الحاجة الفطرية وسيرة العقلاء بعيدا عن تسلط الانانية والغريزة الشخصية التي تهدد سلامة العلاقات الاجتماعية".
وأشار الشيخ الكربلائي "هنالك مبادئ ان حفظناها وفهمناها واستطعنا تطبيقها امكن ان نضمن علاقات صحيحة تضمن الاستقرار للمجتمع" لافتا الى "طبيعة النظرة العقائدية للآخر ويجب ان تكون نظرة الانتماء الى وحدة الأصل الانساني كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}".
وبين "لايجوز ان تكون هنالك نظرة استعلاء وازدراء واحتقار للآخر مهما كانت عقيدته ولا يجوز بناء علاقة وفق هذه النظرة، فالجميع من أصل انساني ويجب التعامل معه وفق هذا المبدأ".
وتابع "يجب ان لايكون هنالك بغضاء بسبب اللون والجنس والدين ويجب حفظ الكرامة للآخر، كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا * إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} كما أوصانا أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام يوصي مالك الأشتر عندما ولاه على مصر، بالتعامل الانساني بقوله إن "الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".
وأكد ممثل المرجعية العليا بانه "لا يمكن الاستغناء الواحد عن الاخر ولايمكن للفرد والمجتمع النهوض بدون الاخر وهذا يتطلب تبادل المنافع بحفظ حقوق الاخرين، وقال الامام جعفر الصادق عليه السلام: {لا بد لكم من الناس، ان أحدا لا يستغني عن الناس حياته، والناس لابد لبعضهم من بعض}".
ولفت الى "أهمية نبذ الانانية وزرع الحب للآخرين، وقال الامام علي يوصي أبنه الحسن عليهما السلام "{يا بُنيّ اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، فأحبِب لغيرك اما تحب لنفسك وأكره لما تكره لنفسك ولاتظلم كما تحب ان لا تُظلم}".
وأشار الشيخ الكربلائي الى أننا "كفرد ومجتمع تحصل بينهم صراع وتناحر لاسباب متعددة احيانا اجتماعية ودينية واقتصادية وينشئ عنها عداوة وبغضاء، والاسلام نظم حتى الصراع مع العدو ووضع له حدود كقوله تعالى" {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}".
ودعا الى "تطهير النفس من النظرة الاستعلائية والازدراء للاخرين، وتارة للفرد علم أوسلطة أو وجاهة وامكانات، ينظر للاخرين نظرة استعلاء وازدراء والاسلام يمنع من ذلك لانها ستضع حواجز اجتماعية وبغض بين الافراد، ويجب ان تسود النظرة الانسانية واذا حفظنا هذه المبادئ بحفظ كرامة الاخرين فنحصل على استقرار للمجتمع".
تعلیقات الزوار