النخيل الاخبارية
مُنيت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بهزيمة كبيرة في مجلس العموم، بعد رفض اتفاق الخروج (البريكست) الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي بأغلبية كبيرة، في أكبر هزيمة برلمانية تتلقاها حكومة في تاريخ البلاد.
فقد صوّت 432 نائبا بالرفض مقابل موافقة 202 فقط اليوم، مما يعني عدم تطبيق الاتفاق الذي كان يعدّ لخروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية في 29 مارس/آذار المقبل. وعلى تداعيات هذا الأمر ركزت جلّ افتتاحيات الصحف البريطانية اليوم.
والبداية من افتتاحية صحيفة الغارديان التي علقت على هذه الهزيمة بقولها: لقد انتهى الأمر، ولكن ما الخطوة التالية؟
وأضافت أن ماي تقود حزبا مقسما وبلدا يخزّن الغذاء والأدوية كأنه يستعد لحرب، وهي بحاجة إلى التواصل بكل تواضع مع خصومها في البرلمان وإيجاد وسيلة لمنع بريطانيا من مغادرة الاتحاد الأوروبي في غضون أسابيع دون اتفاق.
ورأت الصحيفة أن حجم المعارضة يظهر أنه لا يمكن لماي أن تعيد الاقتراح إلى مجلس العموم بعد إدخال بعض التعديلات عليه من بروكسل، واقترحت العودة إلى استفتاء آخر حول الخروج من الاتحاد الأوروبي كأحد الحلول.
ومن جهتها، رأت افتتاحية التلغراف أن ماي عانت هزيمة مذلة ومتوقعة في تصويت البرلمان على خطة البريكست من الاتحاد الأوروبي الذي أخطأت في قراءته، وأساءت قراءة حزبها، كما أساءت قراءة البرلمان.
الكلمة الأخيرة
وعلقت الصحيفة بأنه سيتعين إعادة النظر في الاتفاق بشكل جذري، وختمت بأن على الحكومة استعادة ثقة مجلس العموم وإعادة النظر في الاتفاق والذهاب إلى الأوروبيين جبهة موحدة. أما سؤال: هل ماي هي التي ستقود هذا الجهد أم لا، فهو ما عليها الآن أن تفكر فيه بجدية.
أما الإندبندنت فقد كتبت في افتتاحيتها أن هناك مأزقا فظيعا ومنيعا بعد أن خسرت ماي التصويت على صفقة البريكست، ولم يعد سوى استفتاء "الكلمة الأخيرة" الخيار الوحيد المتبقي على الطاولة.
وقالت الصحيفة إن البرلمان برهن على أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق، وفي مثل هذا الظرف لا ينبغي لأي ديمقراطي أن يهمل حق الشعب في المغادرة أو البقاء في الاتحاد الأوروبي، ولا ينبغي لأي ديمقراطي أن يتخوف من رد فعل يميني متطرف لأننا نجري تصويتا على مستوى البلاد. كما لا ينبغي لأي ديمقراطي أن يسعى إلى تخريب استفتاء حر وعادل، ويبدو أن استفتاء "الكلمة الأخيرة" لا مفر منه.
من جانبها، علقت افتتاحية التايمز بأن تيريزا ماي بعد هذه الخسارة بأغلبية ساحقة في مجلس العموم، لم يبق أمامها للنجاة سوى اتباع نهج جديد والفوز بدعم المعارضة، ويجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات لتأمين تمرير شكل من أشكال اتفاقها.
وهذا يعني بذل كل ما في وسعها لتجنب خروج دون اتفاق، والاستعداد لقبول التدابير التي رفضتها من قبل، مثل الانفتاح على اتحاد جمركي دائم أو الطلب من الناخبين أن يدعموا الاتفاق في استفتاء آخر.
وإذا كانت غير راغبة في القيام بما هو ضروري لتفادي الفوضى، فسيتعين على البرلمان أن يجد قائدا يقوم بذلك.