✍️الاستاذ جاسب المحمداوي
في كل حقبة من التاريخ، يظهر أُناسٌ باعت ضمائرها بثمن بخس، وجعلت من الخيانة مهنة، ومن العمالة نهجًا، ومن اللعب على الحبال أسلوبًا للنجاة. وعلى رأس هؤلاء في المشهد العراقي، يقف خميس الخنجر، الوجه القبيح للخيانة، والنموذج الفج للارتزاق السياسي. رجلٌ يتلون كالحرباء، تارةً يقدّم نفسه كمدافع عن "السنة"، وتارةً أخرى يرتمي في أحضان ممولي الفوضى، وفي كل مرة، يثبت أنه مجرد مرتزق رخيص لا يهمه العراق ولا أهله، بل جيبه وأسياده الذين يرمونه بالفتات.
كيف لإنسان كان بالأمس راعياً في حظيرة النظام البعثي، يقتات من فتات موائده، أن يخرج اليوم ليمنح صكوك الوطنية لمن يشاء، ويسحبها عمّن يشاء؟ كيف لهذا المسخ السياسي أن يصف من يحارب الإرهاب في سوريا بـ"فلول النظام"، بينما يبكي على فلول البعث في العراق، ويعتبر محاربتهم "إقصاءً"؟ هل نسي نفسه؟ هل تخيّل أنه يستطيع طمس ذاكرة العراقيين؟ لا، فنحن نعرف من هو، ونعرف من أين جاء، ونعرف أنه لم يكن يومًا سوى بوقًا مأجورًا، يتاجر بدماء الأبرياء، ويسرق أموال العراق لينثرها على الإرهابيين.
داعم الجولاني.. وعرّاب الإرهاب في سوريا
خميس الخنجر لا يملك مبدأ، بل يملك جيبًا مفتوحًا لمن يدفع أكثر، واليوم، يقف مع المجرم أبو محمد الجولاني، الإرهابي الذي حوّل سوريا إلى ساحةٍ للقتل والدمار، ويدعمه بالمال والغطاء السياسي، بينما يصف من يقاتله بــ"فلول النظام"!
أي منطق أعوج هذا؟ كيف يكون دعم الإرهاب "مقاومة"، بينما محاربته في العراق "قمع وظلم"؟ أم أن الجولاني ومن معه تحولوا إلى "مناضلين" فقط لأنهم يخدمون أجندات مموليك يا خميس؟ أليس هذا هو نفس الجولاني الذي قتل الأبرياء، وذبح الأطفال، وانتهك الحرمات؟ أليس هذا هو نفس الوحش الذي كانت جرائمه حديث العالم؟ فكيف تدعمه؟ وكيف تدافع عنه؟ وكيف تنفق أموال العراق على إرهابي؟
لكن لا عجب، فمن كان خادمًا لنظام الطاغية صدام، لا غرابة أن يصبح خادمًا لأعداء العراق اليوم، ولا غرابة أن يكون يده التي تعبث بدماء الأبرياء.
لماذا يدافع عن فلول البعث في العراق؟
عندما تُحارب الحكومة العراقية فلول البعث، يصرخ خميس الخنجر متباكيًا، يصفهم بـ"المظلومين"، ويدعو إلى إعادتهم إلى المشهد السياسي، لكنه حين يُقتل الأبرياء في سوريا على يد الجولاني، يصف القتلة بـ"المقاومة"، ويصف من يحاربهم بـ"أعداء الثورة"!
فهل الإرهاب جائزٌ لديك في العراق ومرفوض في سوريا؟ أم أن المسألة بالنسبة لك لا تعدو كونها تجارة؟ هل تظن أن ذاكرة العراقيين قصيرة، وأنهم سينسون أنك كنت جزءًا من آلة القمع البعثي، ثم بدّلت جلدك لتصبح ممثلًا لمصالح دول تموّل الفوضى والإرهاب؟
العار لمن مكّنك وجعل منك شيئًا
لكن الحقيقة أن خميس الخنجر ليس مجرد شخص خائن، بل هو نتيجة مشروع طويل لتنصيب عملاء الداخل في مراكز القرار، وتمكين الخونة ليعبثوا بمصير العراق. لم يصبح هذا الرجل خطرًا بمفرده، بل هناك من رعاه، ومنحه المال، ومهّد له الطريق، وجعله واجهةً لمشاريع هدامة.
العتب ليس عليك يا خميس، بل العتب على من جعلك شيئًا بعدما كنت لا شيء. العتب على من قدّم لك المال، وجعلك تهدره على الجولاني وأمثاله، بينما العراق يئن تحت وطأة الأزمات. العتب على من أعطاك منصة لتتحدث وأنت في الأصل لا تساوي شيئًا في ميزان الوطنية والشرف.
المطلوب: موقف حاسم ضد هذا العميل
لا يمكن لهذا المشهد أن يستمر، فخميس الخنجر يجب أن يُحاكم، وأن يُسحب من تحت قدميه أي غطاءٍ سياسي، وأن يُكشف للعراقيين على حقيقته. كيف يُترك رجلٌ يموّل الإرهاب ويتحرك بحرية؟ أين القضاء العراقي؟ أين هيئة النزاهة؟ كيف لم تُفتح ملفات أمواله المشبوهة؟ كيف تُرك ليعبث بمصير العراق، بينما هو ممولٌ للإرهاب في سوريا، ومدافعٌ عن البعثيين في العراق؟
إن ترك هذا الخائن حرًّا يعني أن العراق لم يتعلم شيئًا من دروس الماضي. فهذا الرجل لا يخدم سوى أعداء العراق، ووجوده في المشهد السياسي هو إهانة لكل عراقي شريف. يجب أن يُحاسب، وأن يُلاحق، وألا يعود إلى المشهد مرة أخرى وكأن شيئًا لم يكن.
مكانك مزبلة التاريخ يا خميس.
خميس الخنجر وأمثاله ليسوا سوى أدوات رخيصة في يد مشاريع خارجية، لا يهمهم العراق، ولا يهمهم شعبه. دعمه للإرهابي الجولاني، في الوقت الذي يهاجم فيه الحكومة العراقية لأنها تحارب بقايا النظام البعثي، ليس إلا دليلًا على أنه لا يرى العراق إلا خزينة ينهب منها، ولا يرى دماء العراقيين إلا وقودًا لمشاريعه القذرة.
ولكن هيهات، العراق أكبر من أمثالك، والتاريخ لا يرحم الخونة. ستُحاكم، ستُكشف حقيقتك أكثر، وستُلقى في مزبلة التاريخ مع كل الخونة والعملاء الذين سبقوك. فالعراق ليس للبيع، ودماء أبنائه ليست ورقة للمساومة.