النخيل الاخبارية
وقع كل من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم معاهدة جديدة للتعاون الثنائي في مدينة ايكس لا شابيل ( ألمانيا)، وذلك بحضور رؤساء المؤسسات الأوروبية.
ويرى المسؤولون في بروكسل أن هذه المعاهدة ستساهم في دعم البنيان الأوروبي وتوجيه إشارة قوية للمواطنين في الوقت الذي يشهد فيه الاتحاد تصاعداً للتيارات المتطرفة، وذلك قبل أربعة أشهر من موعد الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقررة في 26 أيار/ 2019.
وأشار كل من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس الاتحاد دونالد توسك، إلى أهمية هذه المعاهدة في تعزيز العمل الأوروبي، فـ”هذه المعاهدة ستخدم أوروبا بكاملها بشكل جيد”، حسب مداخلتهما في حفل التوقيع.
وتنص المعاهدة على تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والسياسة الخارجية الدفاع والصناعات الحربية، وكذلك على إنشاء برلمان فرنسي – ألماني مشترك يضم 100 نائباً من الطرفين وتتم رئاسته بشكل متبادل بين البلدين.
وتضم المعاهدة أيضاً مواداً تتحدث عن الدفاع المشترك في حال التعرض لاعتداء، ما يتيح للبلدين نشر قوات مشتركة في حال التعرض لهجمات إرهابية والتعاون لإنجاز برامج عسكرية مشتركة
ويسعى الطرفان الفرنسي والألماني من وراء هذه المعاهدة لتأمين إطار قانوني يسمح بتقريب وجهات النظر في القضايا الخلافية، حيث تسعى باريس لتعزيز انخراط ألمانيا في المجال العسكري الأوروبي والدولي، في حين تحاول الأخيرة المحافظة على حيادتها.
وكان الخلاف الفرنسي – الألماني اندلع على أثر حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وما تبعه من دعوة المستشارة ميركل لتعليق بيع السلاح الأوروبي لآل سعود، الأمر الذي رفضه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بشدة.
وكانت هذه المعاهدة قد تعرضت للعديد من الانتقادات من قبل تيارات اليمين المتطرف خاصة في فرنسا التي رأت فيها استسلاماً سياسياً وتخلياً عن السيادة الوطنية لصالح الألمان، بينما رأى فيها متطرفون من باقي الدول الأوروبية تعزيزاً لسيطرة الثنائي الفرنسي – الألماني على القرار الأوروبي.
وترتبط فرنسا وألمانيا بمعاهدة الاليزيه التي تم توقيعها بين الطرفين عام 1963. ..ع.ص