وكالة النخيل الاخبارية

الأربعاء ٢ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ | 2025/04/30
تويتر
فيسبوك
انستقرام
يوتيوب
تلغرام
Rss

الدروس والعبر المستمدة من حياة السيد حسن نصرالله (قدس سره الشريف)

الدروس والعبر المستمدة من حياة السيد حسن نصرالله (قدس سره الشريف)

✍️الاستاذ جاسب المحمداوي 

 

حياة سماحة السيد حسن نصرالله ليست مجرد سيرة رجل قاد أمةً، بل هي مدرسة متكاملة في العقيدة، والجهاد، والصبر، والقيادة، والتواضع، والتضحية. من سيرته نستمد دروسًا خالدة تنير لنا الطريق في مواجهة التحديات والصعوبات. ومن أبرز هذه الدروس:

 

1. الإيمان بالله والتوكل عليه

 

كان السيد حسن نصرالله نموذجًا للقائد الذي يضع ثقته الكاملة بالله، ولا يرى في القوة المادية وحدها معيارًا للنصر أو الهزيمة. كان دائمًا يردد أن النصر لا يأتي إلا من الله، وهذا اليقين هو ما جعله ثابتًا في أحلك الظروف.

 

2. التضحية في سبيل الحق

 

لم يكن السيد مجرد قائد يُصدر الأوامر من خلف المكاتب، بل كان في قلب المعركة، قدّم ابنه شهيدًا، وكان مستعدًا لتقديم المزيد. علّمنا أن من يحمل راية الحق يجب أن يكون مستعدًا للتضحية بنفسه وبأحبّته دون تردد.

 

3. الثبات في وجه الأعداء وعدم التراجع

 

كان مثالًا للصمود وعدم التراجع مهما كانت الضغوط والمؤامرات. لم تُثنه التهديدات ولا التحديات، ولم يساوم على مبادئه رغم الإغراءات السياسية والضغوط الدولية. علمنا أن من يسير في طريق الحق يجب أن يكون ثابتًا لا تهزه العواصف.

 

4. القيادة الحكيمة والمتواضعة

 

على الرغم من كونه قائدًا كبيرًا، كان متواضعًا قريبًا من الناس، يتحدث بلغتهم، يعيش همومهم، ولا يرى نفسه فوقهم. لم يكن يومًا باحثًا عن شهرة أو سلطة، بل كان خادمًا لقضية يؤمن بها.

 

5. الجمع بين الإيمان والعقلانية

 

لم يكن رجلًا عاطفيًا فقط، بل كان عقلانيًا في قراراته، يعرف متى يتحرك ومتى يصبر، متى يواجه ومتى ينتظر. لم يكن يخوض معركة دون تخطيط، ولم يكن يأخذ قرارًا دون دراسة، وكان دائمًا يربط بين الإيمان والعقل، بين الروحانية والواقعية.

 

6. الإخلاص في العمل وعدم طلب الدنيا

 

لم يكن يبحث عن مجد شخصي أو مكاسب دنيوية، بل كان همه الأول هو القضية التي يحملها. لم يعش في القصور، ولم يجمع الثروات، بل عاش بسيطًا متواضعًا، كل همه خدمة المقاومة وقضايا الأمة.

 

7. الخطاب الهادف والواضح

 

كان خطابه دائمًا صادقًا لا يعرف المراوغة، يحترم عقول الناس، لا يبيع الأوهام، ولا يهوّل ولا يقلّل من المخاطر. كان كلامه مسؤولًا، بحيث إذا قال شيئًا وثق به الجميع، لأنه كان صادقًا لا يتلاعب بالكلمات.

 

8. الصبر على الشدائد والمحن

 

مرّت عليه أيام عصيبة، فقد فيها أعزّ الناس، ورأى القتل والدمار، لكنه لم ينهزم نفسيًا ولم يضعف، بل زاده ذلك صلابة وثباتًا. كان مثالًا للقائد الذي يتحمل المصاعب بصبر الأنبياء وعزيمة الأبطال.

 

9. نصرة المستضعفين والدفاع عن المظلومين

 

كان صوتًا للمظلومين في كل مكان، لم تكن قضيته محصورة بجغرافيا معينة، بل كان يرى نفسه مسؤولًا عن الدفاع عن أي إنسان مستضعف، وكان يؤمن بأن الحق لا يتجزأ، وأن الوقوف مع المظلوم واجب ديني وإنساني.

 

10. الزهد في الدنيا والاستعداد للآخرة

لم يكن من رجال الدنيا، بل كان من رجال الله، لم يلتفت إلى المناصب، ولم ينجرف وراء مغريات السلطة، بل كان زاهدًا، يعيش ببساطة، يحمل همّ الأمة أكثر من همومه الشخصية، وكان دائم التذكير بالموت والاستعداد له.

من حياة السيد حسن نصرالله (قدس سره الشريف) نتعلم أن القائد الحقيقي ليس من يبحث عن الألقاب، بل من يحمل همّ أمته في قلبه، ويعمل بصمت وإخلاص، ولا يتراجع أمام التحديات. نتعلم أن الإيمان، والصبر، والتخطيط، والصدق، والتواضع، والتضحية، كلها عناصر تصنع رجالًا لا يموتون حتى لو غابوا عن الدنيا. فمن حمل راية الحق في حياته، لن يموت أبدًا.

تعلیقات الزوار
ارسال تعلیق