✍️ سعيد البدري
مرة تلو اخرى تثبت الاحداث ان منطق القوة والردع هو ما يجب التزامه تجاه الصهاينة المجرمين ،ولأن قصف قنصلية جمهورية ايران الاسلامية في دمشق واستهداف مستشارين عسكرين كبار بحجم الشهيد محمد رضا زاهدي ورفاقه ،يؤكد ان الحدث جلل وقد يعد بداية لصفحة جديدة في مواجهة محور المقاومة مع الصهيونية ،فمن غير المستبعد ان نشهد تصعيدا جديدا ومفاجأت في مسار التصدي لتلك الغطرسة،لأن الميدان واسع والجبهات مفتوحة ،ولن يقف الامر عند هذا الحد بل ستكون هناك جولات وجولات ،ليقطع من يفهم التأريخ وتحولاته ان ما عشناه وشاهدناه ما هو الا بداية نهاية لمسلسل العلو والتجبر والاجرام الصهيوني .
ان ما تعيشه المنطقة من أحداث متصاعدة ليست سوى مقدمات لاحداث اكبر ،تعطينا تصورا عن ما سيؤول اليه الأمر وما يفرضه من واقع، يتجاوز التكهنات ويغالط التحليلات ،وقد يكون ذلك مبررا لمحور المقاومة باستخدام اسلحة صاروخية وتنفيذ عمليات كبيرة ، ستصدم نتنياهو ومن يشجعونه على المضي بهذه الحرب الخاسرة ، نعم ان استهداف قنصلية ايرانية ذات طبيعة دبلوماسية مقامة على ارض محرمة دوليا، يكفل حمايتها القانون الدولي الذي خرقه الصهاينة ، يعتبر تحديا لكافة الاعراف الدبلوماسية والسياسية الدولية ،وسيدفع إيران لاجبار الصهاينة ومن معهم لدفع ثمن باهض ،و ستختار الزمان والمكان المناسبين للرد واعادة الاعتبار، ولا مناص من ذلك ،فعلى من بدأ بالانتهاكات، قبول منطق "ان الذي ينهي ذلك ليس هو بل من وقع عليه العدوان" وايران قادرة على الرد ، وسترد حتما وهو خلاف ما تصوره المهزوزين ممن لم يدركوا بعد ما يعنيه هذا العدوان السافر ..
على الارض حاول الصهاينة الانكار والقول ان للعدوان لم يستهدف السفارة، بل بناية اخرى مجاورة لتخفيف الامر ومحاولة تبريره في محاولة للتملص من تبعاته اولا، وللايحاء بأن حكومة الكيان المجرم تحترم القانون الدولي ،فيما فضحت حملة التشفي بعض المسؤوليين هناك ، مؤكدين ان القانون الدولي لا يعني شيئا ،وان من تم استهدفهم ارهابيين ؟! رغم كون هذه الاعذار والحجج فيها من الاصرار والاعتراف، الا ان بعضها يعكس الخشية والخوف وعدم تقدير الامور كما يجب .
في الدوافع لابد ان نفهم ان في ذلك محاولة لجر ايران لفعل آني مضاد، لتحقيق غايتين: الاولى ضمان استمرار حكومة الحرب الصهيونية ،التي تواجه وضعا ضاغطا في الداخل ،والثاني هو اجبار اميركا على التدخل المباشر ،او مواصلة تقديمها الدعم المالي والعسكري لمواجهة هذا المستجد الخطير، وهذه ليست نهاية المطاف بكل تأكيد ،فالوضع يتطلب حسب وجهة نظر فريق نتنياهو المجرم ان تسوية ملف العدوان على غزة لن تكون ذات معنى بدون نصر معنوي كاذب يحاولون تسويقه .
ان ايران الصمود ومعها محور المقاومة سيواصلون الدعم بكل اشكاله للفلسطينيين ولا خسارة مطلقا ، لأن شهادة هؤلاء القادة ليست النهاية ،فدمائهم سترسم الطريق نحو النصر ،الذي سيتحقق حتما على يد ابنائهم ،فكل مجاهد عظيم ذي بصيرة مدرك وواع بما يكفي لنهايته التي ينتظز ، لأن واجبه يحتم عليه تطويع نفسه فالشهادة هي اعظم المكافأت، وان هذه الدماء الزاكية الطاهرة هي ضريبة لمن قرر مواجهة الظلم ، واجهاض مشروع الصهاينة بالهيمنة على كل بلدان المنطقة وضمها، بعد ان فهم العالم وادرك الحقيقة العنصرية والطبيعة الاجرامية للمعتدين الغاصبين ، نعم ستعاقب ايران ومحور المقاومة هؤلاء المجرمين ،و سترد ايران وستواصل دورها في دعم الشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة المحتلين الاوباش ،وذلك لن يكون بعيدا جدا ، ولا مناص من الاعتراف بحنكة ايران وقيادتها في ادارة المعركة مع المحتلين، فيما جاء وعد القائد لابنائه بمواصلة الطريق حتى نهايته ،حيث سترسم غزة الصمود معادلة النصر ،و نهاية الكيان قريبا وذلك اصدق الوعود عن قناعة وتجربة ويقين ..