وكالة النخيل الاخبارية

الأحد ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ | 2024/11/24
تويتر
فيسبوك
انستقرام
يوتيوب
تلغرام
Rss

المثقف بين الاخبار والافكار

المثقف بين الاخبار والافكار

حافظ ال بشارة كاتب ومحلل سياسي: المثقف بين الاخبار والافكار كلما انزلق الوطن اكثر في دوامة الخطر تذكرنا دور المثقف ، اذا كان اغلب الساسة لاهثين وراء المال والامتيازات في سكرة لا يختمها الا الموت فلماذا غادر المثقفون مواقعهم وهجروا خنادقهم وابتلعوا اقلامهم ؟ هل ان اعصار الفساد يضرب الجميع فينحنون للاعصار ؟ ثم ينبطحون ؟ مثقفو العراق من كتاب ومفكرين وشعراء وادباء لماذا اصبحوا خارج التغطية ؟ لماذا تغيرت لائحة واجباتهم الوطنية ليتفرقوا هاربين من عالم الافكار الى عالم الاخبار ، الاخبار المتلاحقة بعواجلها وتفاصيلها وتقاريرها سيل يجتاح الجميع بسحره فاذا اصاب المثقف حوله الى مايشبه مدمن الحشيشة ، المثقف الخبري مثل الذي يتفرج على بيته وهو يحترق فيكتب وصفا للحريق وعدد الغرف التي تفحمت و الغرف التي بدأ الحريق يزحف اليها ، ويلتقط سيلفي مع الحريق ، ولا يفكر لحظة باطفاءه ، انه وصاف للكارثة وليس داعية لوقفها ، ومخبر عن الحريق وليس مساهما في اطفاءه ، يتباهى في تحقيق سبق خبري عن كوارث الوطن فان لم يجد كارثة اصابه الحزن ، عندما غادر المثقفون ثقافة صناعة الافكار الى ثقافة صناعة الاخبار يكونون قد غادروا عروش السلطة ليتحولوا الى باعة متجولين ، الفكر يصنع الثورة والتغيير ويحول الاعلام الى سلطة رابعة ، اما الانغماس في ثقافة تداول الاخبار فانها تنزل بالمثقف من عرش السلطة الرابعة الى مستنقع اللص الرابع . الافكار هي التي تنقذ البلدان المنزلقة الى المجهول ، الافكار هي التي تطفئ البيت المحترق . هذا لا يعني انتفاء الحاجة الى المثقف الخبري والصحفي والمراسل ومحرر الاخبار ؟ فالخبر هو ابو العملية الاعلامية وهؤلاء جنوده ، ولكن المشكلة ان الجميع ينساقون الى عالم الاخبار ويتركون عالم الافكار .

تعلیقات الزوار
ارسال تعلیق