وكالة النخيل الاخبارية

الأحد ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ | 2024/11/24
تويتر
فيسبوك
انستقرام
يوتيوب
تلغرام
Rss

شبكة الإعلام العراقي وتطور خطابها الإعلامي

شبكة الإعلام العراقي وتطور خطابها الإعلامي

النخيل الإخبارية / بغداد

كتب هشام علي

 

منذ تأسيس شبكة الإعلام العراقي بموجب القرار 66 لسنة 2004 الصادر من سلطة الائتلاف المؤقتة والتي أريد منها النهوض بواقع الإعلام العراقي المتجه نحو الحرية في نقل وطرح الخبر والذي يضمن تمثيل الدولة بكل أطيافها ( الشعب , الحكومة , البرلمان , المعارضة, وغيرها) ومبتعدة عن نهج التلفزيونات الحكومية التي كانت عاملة في العراق او الموجودة حاليا في المنطقة العربية.

ولكن للأسف الشديد استمرت شبكة الإعلام العراقي بتسليط الضوء على أمور صغيرة من مشاريع لا نجد لها اليوم أي صدى واكتفت بنقل أخبار المتعاقبين على رئاسة مجلس الوزراء والحكومة وبهذا كانت الشبكة التي تصرف عليها من أموال الشعب ولا تكترث لأحوالهم ! ولا ندري ان كان هذا بتوجيه من المتعاقبين على السلطة التنفيذية ام اجتهادات شخصية لرؤسائها ؟ فبعد الاموال التي ضخت لهذه الشبكة فلا تجد لصوت المواطن ومعاناته اي مجال سوى القليل والقليل جدا وهنا أصبحت المنبر الحكومي ولسانه التي تنحاز إلى المسؤول ولا ترعى هموم المواطن وبهذا فانها ابتعدت كل البعد عن الحيادية والاساس من انشائها المبني على التوازن في نقل الخبر , خصوصا خلال الفترة التي سبقت الانتخابات التشريعية لعام 2018 التي كان للمسؤول التنفيذي اليد الطولى في التحكم في قراراتها وتوجيهها حسب رغبته وهذا ما اكده بعض العاملين في الشبكة والتي اقيلوا بسبب اعتراضهم على السياسة المتبعة فيها.

فاصبح الامر من المسلمات حينما تذكر قناة العراقية او شبكة الاعلام العراقي فان الجواب يكون حاضرا بانها قناة الحكومة التي يصرف عليها من اموال الشعب ! لكن ماحدث بعد انتخابات 2018 ووصول السيد عبد المهدي الى رئاسة السلطة التنفيذية واغلبنا يتذكر لقائه مع مجموعة من الاعلاميين حينما قال " لا نتفق كثيرا على حيادها , عندما تجد انتقادات للمسؤول ورئيس الحكومة فيمكننا القول انها حيادية وغير منحازة , لو رجعنا للانتخابات لوجدنا ان المسؤول يستخدمها حتى لتسقيط خصومه !” ومن خلال حديثه لوح بان الإعلام وإعلام الشبكة مبتعدة عن البرامج التوعوية والتربوية فهي مبتعدة عن الطفل والفن والأدب وغيرها .

ان هذا الكلام من رئيس السلطة التنفيذية هو بحد ذاته تشخيص لعمل الشبكة منذ عام 2004 ولغاية 2018 وهو نقطة تحول كبيرة من مسؤول ينتقدها ويحاول ان يوجه رسالة الى رئيسها بان وقت التقويم قد حان وان وقت تغيير المنهاج صار لزاما على الشبكة .

فبعد فترة قصيرة لمسنا كمتابعين التغير في الخطاب الاعلامي للشبكة عبر فضائيتها العراقية فاصبحت تنقل معاناة المواطن وتنتقد المسؤول وتتحدث عن تاخر تشكيل الحكومة و حاجات المواطن وصراعات الكتل والاحزاب .

وهو بحد ذاته سيعطي رسالة للجمهور ان الشبكة منكم واليكم ولكن يبقى التساؤول الابرز هل ستكون الشبكة بعيدة عن الضغوطات والتدخلات ؟ بالطبع هذا ماسنلمسه في المرحلة المقبلة.

تعلیقات الزوار
ارسال تعلیق