✍️ سعيد البدري...
حين يتحدث احدنا عن اميركا بما فيها من سوء ،يقال ان في ذلك تجن على هذه القوة العظمى فهي تمتلك احد افضل الانظمة الديمقراطية ،وهي دولة مؤسسات متينة ثابتة النهج ،وتمثل نموذجا للعالم الحر ،لكن لا يلتفت امثال اصحاب هذا الرأي لم يفعله في المقابل المحسوبين على هذه الدولة العظمى من كذب وتدليس ،ومحاولات محمومة للضغط على بغداد وتمرير رسائل مكذوبة تجافي الحقيقة وتقفز عليها ، ليس اخرها تصريحات السفير الامريكي السابق في بغداد جيمس جيفري الذي قال ان عدم استئناف تصدير النفط من كردستان العراق عبر الاراضي التركية سببه تحكم ايران بالقرار العراقي لاضعاف اقليم كرستان ومنعها من استغلال مواردها وهو امر مجاف للحقيقة كما انه يعكس مزاجا انتقائيا في سرد الوقائع ليكشف عن مكنونات وسلوكيات عدائية تجاه الحكومة العراقية او الجزء الفاعل منها على وجه الخصوص ،ولمناقشة هذا الموضوع فلا بد من التنويه اولا ان ما اورده السيد جيفري كذب صريح مع سبق الاصرار ، فما يتحدث به هذا المعتوه في تصريحه لصحيفة المونيتور ليس اول الاكاذيب بل سبق ذلك مجموعة تصريحات مكذوبة وقحة ،ومن غير المستبعد ان تكون مدفوعة الثمن ، ولبيان كذبه الفاضح في هذا الموضع سنبين وبالادلة ان تركيا هي التي تقف وراء هذا التعطيل.
في التفاصيل خلصت زيارة وفد وزارة النفط العراقية لانقرة في حزيران الماضي لعدم رغبة تركيا في استئناف تصدير النفط العراقي وتذرع المسؤولين الاتراك بوجود موانع واسباب فنية ترتبط بحالة الانبوب الناقل وتعرضه للضرر اثر الزلازال الذي ضرب جنوب غرب تركيا ،كما ان الموقف التركي الرافض تكرر عند زيارة وزير النفط العراقي لبحث الامر ذاته في العشرين من شهر اب الماضي ، تلى ذلك بحث الموضوع بشكل مفصل عند زيارة وزير الخارجية التركي لبغداد نهاية شهر اب الماضي ،و قد كشف هاكان فيدان الحقيقة باكملها حيث نقل اشتراطات انقرة لاعادة ضخ النفط من كردستان العراق عبر الانبوب التركي وتضمنت الاشتراطات الاتي:
1- ان يقوم العراق بسحب الشكوى المقدمة على تركيا في محكمة التحكيم الدولية بباريس ،حيث الزمت المحكمة الجانب التركي بدفع مبلغ 1.5 مليار دولار لمخالفة القانون، وتصديرها النفط دون الاتفاق مع الحكومة الاتحادية في بغداد.
2- يعوض العراق الشركات التركية المشغلة للانبوب العراقي التركي ،والتي تضررت بسبب وقف تصدير النفط .
3- يقوم الجانب العراقي بصيانة الانبوب وعلى نفقته ،كونه قد تعرض لاضرار بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا.
4- دفع مبلغ 7 دولارات عن كل برميل نفط عراقي مصدر عبر ميناء جيهان للجانب التركي.
بالاضافة لتفاصيل اخرى تعكس غطرسة تركيا ومساومتها للعراق في هذا الملف الاقتصادي ،والتي لم يتمكن جيفري من ملاحظتها ربما لاسباب ترتبط بسلوك الابتزاز ،الذي اعتاد ممارسته خلال عمله الدبلوماسي ،فاذا كانت اشتراطات تركيا بهذا الشكل ،فمن يتحكم بهذا الملف يا سيد جيفري !! اليس هو الطرف الذي يضع الاشتراطات ويساوم العراق بملف المياه، ام ان الكذب الامريكي واختلاق الازمات والصاق التهم بأيران وحكومة بغداد سلوك صهيو- امريكي معتاد لا يحاسبكم عليه احد ؟؟
الحقيقة ان غض اميركا الطرف عن جهات ارهابية ودعمها لوجستيا ،وتسترها على العناصر التخريبية ،التي تعمل في العراق واضح وضوح الشمس ،واذا كان هناك ما يدعو للعجب فهو صدور تصريح من مسؤول امريكي يتصف بالصدق ،ليعرض الحقيقة كما هي ، والامر ينطبق على عديد الملفات التي تستخدمها حكومة البيت الابيض لابتزاز الحكومة العراقية ،بهدف اضعافها وافشال مساعيها ،والامر لا يستحق كل ما تكبدته من مشقة ،في اثبات ما لايمكن اثباته من ادعاءات رخيصة كاذبة مفهومة الغايات ..